الجمعة، 16 ديسمبر 2016

سر جذب المغربية للعيون الاجنبية


لماذا الزواج من المغربية

أصدرت وزارة العدل مؤخرا تقريرا أكدت فيه أن عدد المغربيات اللواتي أقدمن على الزواج من أجانب، وصل إلى حوالي 6 آلاف خلال سنة 2007، وتأتي السعودية في مقدمة الدول العربية التي تتزوج منها المغربيات، في حين احتلت  فرنسا  المرتبة الأولى بالنسبة للدول  الغربية ودولةالامارات في المرتبة الثالثة، في حين كشفت دراسة أخرى أن المغربيات يحتللن الدرجة الأولى في معدل زواج الأردنيين من الاجنبيات، مع أنه لم تسجل أي حالة لزواج أردنية بمغربي وتتكرر المسألة مع بلدان أخرى ... 
زواج المغربيات بالأجانب يطرح أكثر من سؤال من بينها مسألة التزاوج الثقافي مثلا، ثم مدى قابلية المحيط لهذا الزواج وهل هو زواج ناجح؟ أم يعتبر مغامرة من طرف الفتاة المغربية إما أن تجني من ورائه السعادة أو أن يكون مصدرا لتعاساتها، مع أن ارتفاع نسبة الطلاق في المغرب لم تخضع لهذا المنطق، بل شمل الزواج العادي بشكل أكثر...
فإقبال الأجانب على الزواج من المغربيات شكل لهن احراجا كبيرا وسط محيطهم أولا ثم مع بلدان أزواجهن، حيث جعلهن محط غيرة الاخريات، بالإضافة الى عدم تفهم أبناء محيطهن من الذكور لهذا الاختيار، اذ يعتبرون قبول بنات مجتمعهم الزواج بالأجانب تحضره الماديات أكثر من العواطف ، خاصة أن الظاهرة في بداياتها مست بنات الأوساط الفقيرة، لتنتشر بين جميع الطبقات ، بل صارت اليوم بين المشاهير من عوالم الفن والمال والأعمال وحتى الامراء العرب لم يسلموا من اختيار مغربيات زوجات لهم ،و يمكن القول إن المغربية تزوجت من كل الجنسيات تقريبا، حيث تفيد الإحصائيات التي أنجزها قسم قضاء الأسرة بالرباط حول الزواج المختلط بين مغربيات وأجانب، والتي بت فيها القضاء الأسري بالعاصمة سنة 2003، أن عددها وصل إلى 334 حالة، تتوزع فيها جنسيات الأجانب على 34 دولة. 
15 دولة عربية: السعودية ومصر والجزائروالإمارات وتونس والبحرين وليبيا وفلسطين والأردن وسلطنة عمان وسوريا والسودان ولبنان والعراق وقطر. 
11 دولة أوروبية: فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا وبولونيا وبلجيكا وسويسراوالسويد والبرتغال والدانمارك. 
7 دول إفريقية: جنوب إفريقيا وإفريقيا الوسطى والسينغال وغامبيا وبنين والكونغو وكينيا. 
6 دول آسيوية: اندونيسيا وباكستان وبنغلاديش والهند وإيران وكوريا الجنوبية. 
2 من أمريكا الشمالية: الولايات المتحدةالأمريكية وكندا، بينما لم تسجل أي حالة من أمريكا الجنوبية وأستراليا. 
وفي مقدمة الحالات المذكورة، يأتي الفرنسيون ب 116 حالة زواج بمغربيات، يليهم الإيطاليون ب 20 حالة، ثم الكنديون ب 19 حالة، فالأمريكيون ب 18 حالة. 
السعودية جاءت في مقدمة البلدان العربية التي تزوج رعاياها بمغربيات، حيث سجلت 14 حالة زواج، تليها كل من مصر وبريطانيا ب 12 حالة زواج بمغربيات، و9 حالات لأزواج من إسبانيا وألمانيا، و7 حالات منالجزائر وباكستان والإمارات، و6 من بولونيا وبلجيكا، و5 من اندونيسيا وسويسرا، و4 حالات من 5 دول هي السويد وتونس وبنغلاديش والبحرين وجنوب إفريقيا. 
وخمس دول أخرى، سجلت 3 حالات زواج بمغربيات وهي البرتغال وليبيا وإيران وإفريقيا الوسطى والسينغال، وسجلت حالتان من كل من فلسطين والأردن وسلطنةعمان وسوريا والسودان ولبنان والعراق وغامبيا. 
وأخيرا حالة زواج واحدة لأجانب بمغربيات سجلت في سبع دول هي قطر وكورياالجنوبية والدانمارك وبنين والكونغو وكينيا والهند.
ويرى العديد من الأجانب أن اختيارهم للمرأة المغربية مبني على تمييز إيجابي، حيث وجدوها تزاوج بين الجمال والذكاء والعديد من الخبرات في الحياة، ويعتبرونها سيدة بيت ممتازة.
في حين عزت بعض المغربيات اختيارهن لأزواج أجانب غالبا الى السخط على واقع تجربة عاطفية فاشلة مع ابن بلدها، أو لأنه لم يتقدم لها سوى ذلك الأجنبي سواء بالغربة أو بموطنها الأصلي...
صادفنا بعض الحالات من الذين نجحوا في تجربتهم للاستفسار عن سر هذا الاختيار وهل كانوا سعداء في تجاربهم؟
المرأة المغربية أرقى سيدات الكون...
د. سماعيل ألماني اعتنق الإسلام بعد زواجه بمغربية. أنجب معها طفلا وبعد وفاتها قرر العيش قرب مثواها بمراكش ،لم يظن أنه سوف يتزوج ثانية الى حين التقى سميرة طالبة جامعية زارته في العيادة من أجل العلاج فوقع في غرامها وكانت زوجته الثانية، يقر أن الله أكرمه بالسعادة في تجاربه الزوجية» أحس أنني محظوظا في حياتي لأن الله بعث لي بزوجتي الأولى ،التي عرفت معها طعم السعادة، فعبرها نشأت علاقتي الروحية بربي وتعلمت مبادئالإسلام وزرت مكة المكرمة، كان جميع رفاقي يحسدونني على السعادة التي كنت اعيشها مع زوجة راقية في ملبسها، في ما تصنع أيديها من ذوق رفيع في المطبخ ،سيدة جد منظمة، تتذوق طعم سعادة الحياة وتتقن هندستها، فقدتها وتأسفت لذلك ،لقد حزنت كثيرا من أجلي ومن أجل طفلنا الذي لم يبلغ ست سنوات، وحين دفنتها في المغرب، قررت العيش قرب قبرها لزيارتها بشكل منتظم. ولأنني أعتبر نفسي غير غريب تأقلمت مع هذا المجتمع بشكل سريع، فأنا لم أعظم المصيبة لذلك عوضني الله عنها شابة من نفس الطينة إسمها «سميرة» جمعتنا صداقة بداية لنبني مؤسسة الحب والزواج ونتواعد على أن نخلص لزوجتي الأولى في الاعتناء بطفلنا والاحتفاظ بذكراها والدعاء لها بالجنة، فمن خلال تجربتي أعتبر أن المرأة المغربية أجمل وأذكى.. إنها أرقى سيدات الكون...»
وبما أن المرأة المغربية أصبحت تتميز بتحملها مسؤولية إعالة بيت أهلها مثلها مثل الرجل ،بل أحيانا خرجت للعمل لتنفق على الرجال إخوة وأبا، بعد ضعف ظروف عملهم، فإنها أضحت شغوفة بالهجرة الى بلد بإمكانها تحقيق الذات فيه ،وقد اقترنت هذه الهجرة بالخصاص في عمل النساء لدى بعض البلدان ،حيث نجدهن مثلا في السعودية هاجرن متخصصات في الحلاقة والتجميل للعرض المطلوب، وفي اسبانيا هاجرن للعمل في حقول التوت عبر اتفاقية مبرمة ما بين ورازة عمل الضفتين، ثم هاجرن لعدة بلدان عربية للاشتغال في مطاعم مغربية بل منهن من أقدمت على إنشاء مطعم أو حمام تقليدي مغربي لنجاح هذه المشاريع في بلدان العالم، ما جعلها تعرف انتشارا، وأغلب أربابها نساء مغربيات يشغلن قريباتهن ممن أجبرتهن الظروف على الرحيل، وهناك فئة انتشرت في بعض البلدان لجلب التجارة ولو برأسمال بسيط لكنها روجتها بحنكتها ورغبتها في تحقيق موارد مستقلة تغنيها عن الانتظارية، ومد اليد، هذه الظاهرة هي الأخرى ساهمت في زواج المغربيات من الأجانب، حيث كان اختيارهم مبنيا على معايير، بالإضافة الى الجمال أحيانا أغلب الرجال اختاروا زوجات من هذا العينة، لأجل تصنيفهم ضمن معيلات العائلة ولأن الرجل بطبعه البحث عن سيدة ملؤها التضحية ونكران الذات. فهي غالبا ما يميزها الصدق والصبر والثقة لأنها لا يمكن أن تنجح في هذه المهمة، إذا لم تكن تتوفر على هذه الخصال الشيء الذي جعلها محط إعجاب ، من طرف مشغلها أو زبونها أو كل المتعاملين معها وهنا نشأت علاقات زواج كثيرة في مثل هذه الحالات...
المغربيات يتميزن بسرعة الاندماج في ثقافات أخرى
رغم ضعف حالات نجاح الزواج بين رجال موريتانيا من المغربيات لشيوع ظاهرة «زواج الفاتحة» إلا أن هناك حالات زواج موثق بإمكانها أن تعتبر ضمن الزواج الناجح ،من بينها حالة ربيعة بنت خريبكة التي قررت البحث عن عمل بمدينة الداخلة لأجل إعالة إخوتها بعد وفاة الابوين أمام يأسها في إيجاد عمل بمصانع السمك، اشتغلت كمنظفة وطباخة عند أحد أرباب تلك المصانع لغياب اسرته معه وخلال فترة الراحة البيولوجية للأسماك، كان لابد لها أن تبحث عن عمل بديل لأن عملها مرتبط بتواجد مشغلها بالمدينة، اقترحت عليها بعض النسوة الذهاب معهن لموريتانيا التي لا تبعد عن الكويرة سوى ب15كلم، حيث يأخذن بعض الأشياء المتوفرة بالمغرب ليبعنها بنواذيبو، وعند العودة يجلبن أخرى من موريتانيا ك»الملاحف» وبعض المنتوجات النسائية ،وهناك من تأخذ الخضرة من المغرب لربح تجارتها بموريتانيا، هذه العملية سوف تجعل ربيعة تتحرك بنشاط بين الداخلة ونواذيبو ،مما جعلها معروفة ب «المرسى» أي السوق حسب تعبير الموريتانيين، وبداخل هذا السوق، سوف تتعرف الى أحد أكبر تجار موريتانيا وطلبها للزواج ،وحين علم أنها المعيلة الوحيدة لأهلها قرر مساعدتها على إنشاء مشروع حمام مغربي وصالون للحلاقة جلبت أخواتها الإناث لتسييره والاشتغال به، وعرف إقبالا من طرف الجميع خصوصا العرائس.
وعن سر نجاح زواجهما عبر لنا زوجها أنه بسبب راحته في حياته الزوجية مع ربيعة أصبح العديد من أصدقائه و أقاربه يطلبون منها أن «تهديهم» أي أن ترشدهم على زوجات مغربيات وقد تزوجت كل قريباتها اللواتي يشتغلن بالمشروع من موريتانيين، لأنها أصبحت نموذج الزوجة الصالحة «فربيعة اندمجت بشكل سريع مع بيئة موريتانيا رغم أن مجتمع «البيظان» مازالت تسيطر عليه البداوة ،فهي تلبس الزي الصحراوي بشكل مميز، تتحدث الحسانية كأنها ولدت بيننا، تعلمت جميع طقوسنا ،من صنع الشاي وكل ما يصاحبه من عادات، بالإضافة الى إتقانها للطبخ المغربي والعصري أصبحت تتقن وجبتنا المفضلة «مارو» او «دجيبوجن» الوجبة الإفريقية ،الأرز بالسمك والخضر الذي نقبل على أكله بكثرة بموريتانيا، فأنا تزوجت عدة مرات لكن زواجي بربيعة له طعم آخر، حيث وفرت لي السعادة بالبيت كما أن حسن طباعها وحسن استقبالها لأهلي ومعارفي جعلها زوجتي الأخيرة وأم أولادي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنها كما كانت عند حسن ظني....»
ومن جهة أخرى انتشر الزواج بين المغربيات والأجانب المتعارفين عبر الانترنيت من خلال الشبكات الاجتماعية برغم أنه لا توجد دراسات واحصائيات رسمية ،لكنه عرف انتشارا وسط العديد من العائلات المغربية برغم أنه مقامرة من بعضهن فهو يبقى عالما افتراضيا لكن استطاعت بعضهن ان تحقق من خلاله زواجا حقيقيا وحياة عادية. لكن أغرب قصة أثارتنا هي زواج مغربية ستينية من مدينة سلا أرملة وأم لأربعة أبناء أصغرهم تجاوز 25 سنة حين تعرفت على رجل لبناني يكبرها بسنتين عبر غرفة لدردشة «شات» وبدأت تشكي له همومها ويشكي لها وحدته، حيث أبناؤه هجروا بيروت وأصبح دائم السفر بينهم، اقترح عليها الزواج فلم تتردد ،وكأنها تنتظر الفرصة من سنين، في حفل بسيط وسط العائلة والمعارف زفت «الحاجة فاطمة» الى زوجها اللبناني « الحاج عمر» .البعض يسخر من هذا الزواج وآخرون اعتبروه حقها الشرعي ،بينما أبناؤها أحسوا أنها تعاقبهم، خاصة وأنها دللتهم كثيرا بعد وفاة والدهم، حيت لا يتغذون إلا من يديها، لتقرر قرارا لم يكن في الحسبان ولم يعلموا أنه يشكل لها السعادة ،إلا من خلال صورها الى جانب زوجها وهي تتجول معه في أرجاء العالم وكأنهما في سنوات العسل ، ما جعل بناتها الاناث يرددن مقولة بينهن «ما عجزن عن تحقيقه نحن الشابات أقبلت عليه الحاجة الله يعطيها الصحة» .
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة المرأة المغربية على تحقيق سعادتها الزوجية مهما كان العمر، فهي لا تعرف المستحيل...
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق